عام

التعليم المنزلي قد يكون الأفضل

الدراسة المنزلية والمدارس التقليدية

التعليم المنزلي أو ما يعرف بالدراسة  المنزلية هو تعليم الأطفال في المنزل  بدلا من الدراسة في المدارس التقليدية الحكومية أو الخاصة .

 وعادة ما يتولى عملية التعليم في المنزل  أحد الأبوين أو مدرس خصوصي ،وكان معظم الأطفال قبل استحداث قوانين الالتحاق الإلزامي بالمدارس يتلقون تعليمهم من قبل الأسرة أو أفراد المجتمع ،
وفي مصر من عهد قريب كان شيخ القرية يعلم أطفال القرية فيما يعرف بالكتّاب والكتاتيب .

 ويعد التعليم المنزلي بمعناه الحديث خيارَا قانونيا بديلا عن الالتحاق بالمدارس الحكومية أو الأهلية في عدة دول من بينها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وأستراليا وكندا ونيوزلندا وفرنسا وبريطانيا والمكسيك وتشيلي .

 بينما يعد في دول أخرى أمرًا غير قانوني مثل السويد والمانيا ، أو مقيد بحالات معينة.

ارتفاع نسب الملتحقين بالتعليم المنزلي في الولايات المتحدة الأمريكية :

وفقًا لبرنامج الاستطلاعات الأمريكية الوطنية للتعليم المنزلي (US National
 Household Education Surveys) ،فإن ما يقارب ثلاثة في المئة من الأطفال في الولايات المتحدة تلقوا تعليمهم في المنزل خلال العام الدراسي 2011 و 2012,
 وتُشير بيانات المعهد الوطني لبحوث التعليم المنزلي “NHERI” إلى وجود نحو خمسة ملايين طفل في التعليم المنزلي خلال شهر مارس/آذار من عام 2021، وهو ما يُمثِّل نحو 9% من الأطفال في سن المدرسة .
  مما يعني حدوث ارتفاع كبير في نِسَب الملتحقين بالتعليم المنزلي خلال الأعوام الأخيرة .

لماذا التعليم المنزلي ؟

ويشير الآباء إلى أنه ثمة دوافع أساسية لتعليم أطفالهم في المنزل: عدم الرضا عن المدارس المحلية ،والرغبة في زيادة مساهمتهم في عملية تعليم أطفالهم وتطورهم. ويتثمل عدم رضا الآباء عن المدارس المتاحة في مخاوفهم حول البيئة المدرسية، وجودة التعليم الأكاديمي والمناهج الدراسية، وظاهرة التنمر بين الطلاب،
 بالإضافة إلى عدم ثقتهم في قدرة المدرسة على تلبية الاحتياجات الخاصة للطفل. كما يعمد بعض الآباء إلى طريقة التعليم المنزلي حتى يمنحهم مزيدا من التحكم في المحتوى الذي يدرس لأطفالهم وفي كيفية تعليمهم، فبإمكانهم تدريس تعاليم دينية أو أخلاقية معينة.
كما يرون أن التعليم المنزلي يتناسب أكثر مع القدرات الفردية للطفل ومواهبه كما ينبغي، بالإضافة إلى فعالية أسلوب التعليم الفردي (واحد لواحد) المستخدم في هذه الطريقة.
فالتعليم المنزلي يعطي الطفل مزيدَا من الوقت ليقضيه في الأنشطة الطفولية والتنشئة الاجتماعية والتعلم الغير أكاديمي.
وقد يكون التعليم المنزلي أحد العوامل في اختيار أسلوب الوالدين في التربية.

التعليم المنزلي خيار مفضل في الريف وللبعض :

و يعد التعليم المنزلي أحد الخيارات أمام الأسر التي تعيش في مناطق ريفية معزولة، أو التي تكون بالخارج لفترة مؤقتة، أو الأسر كثيرة السفر.

والكثير من الرياضيين والممثلين والموسيقيين الناشئين يتلقون تعليمهم في المنزل لأنه أكثر توافقا مع جداول التدريب والممارسة.
 وقد يتمحور التعليم المنزلي حول الإرشاد والتدريب المهني حيث يستمر المعلم أو المدرس الخصوصي مع الطفل لعدة سنوات مما يمكنه من معرفته حق المعرفة.

التعليم المنزلي كتعليم تكميلي :

يمكن أن يلجأ الآباء للتعليم المنزلي كتعليم تكميلي ، وكوسيلة لمساعدة الطفل على التعلم في ظل ظروف معينة ، وكمثال لطفل صغير لم يجد مكانا في مدارس قريبة من مسكنه وبلدته ، فاضطر الى الالتحاق الى مدرسة نائية يصعب الانتقال اليها بصفة يومية ، فبات التعليم المنزلي تعويضا له عما فاته من فصول ودروس تعليمية في تلك المدرسة .
كما قد يشير هذا المصطلح إلى التعليم في المنزل تحت إشراف مدارس المراسلة أو مدارس متخصصة في الإشراف على التعليم المنزلي.

مصطلح اللامدرسية في التعليم المنزلي

 في بعض البلدان يُلزَم الراغبين في التعليم المنزلي بموجب القانون بمنهج دراسي معتمد  . بينما يطلق أحيانا على التعليم المنزلي بدون منهج دراسي معين بـ ” اللامدرسية ” وهو مصطلح استحدثه المؤلف والمربي الأمريكي  جون هولت في مجلته “Growing Without Schooling”. ويؤكد هذا المصطلح على فكرة تلقائية البيئة التعليمية وعدم تقيدها بنظام معين حيث أن اهتمامات الطفل هي من توجه طلبه للمعرفة.
علوم التعليم المنزلي :
 تشمل العلوم الثلاث الأساسية :   النحو والبلاغة والمنطق ،
والعلوم الأربعة :  الحساب والهندسة الرياضية والموسيقى وعلم الفلك.

فوائد التعليم المنزلي :

حسنًا ، أولاً وقبل كل شيء ، ليس عليك إيقاظهم الساعة السابعة  كل يوم صباحًا وربطهم إلى المدرسة بأعداد لا حصر لها من التعليمات ، وانتظر بقلب قلق حتى يعودوا.

يمنحك التعليم المنزلي مزيدًا من التحكم في التأثيرات تؤثر على طفلك. انت وانت وحدك يمكن أن يقرر ما يحتاج طفلك أن يفعله أو يتعلمه.
تحديد المنهج الذي يتناسب مع احتياجات واهتمامات الطفل وقدراته ومواهبه .

الاهتمام الفردي أكبر فائدة من التعليم المنزلي:

على سبيل المثال ، إذا كان طفل ما يحتاج إلى مزيد من الوقت لتعلم الرياضيات ، يمكننا إذن تقليل الوقت المخصص لدروس اللغة الإنجليزية،
فلا توجد ساعات محددة من التعلم لكل مادة، وهذا يعنى أن الطفل لديه ميزة تخصيص عدد أكبر من ساعات للموضوع الذي يبدو صعبًا بدون أي إضافات الضغط.
حيث أن مقدار الوقت اللازم لتعلم كل موضوع ستعتمد على قدرات ومصالح الطفل.

يصبح تعليم الطفل نشاطًا عائليًا ممتدًا ،يشارك الآباء في كل خطوة من خطوات إجراءات التعلم.
وتصبح الرحلات الميدانية والتجارب أنشطة عائلية ، وهكذا يحصل الطفل على مزيد من الوقت الجيد مع والديه ، تشارك العائلة بأكملها الألعاب والأعمال المنزلية والمشاريع.
الطفل هنا خالي من أي ضغط سلبي من الأقران أثناء اتخاذ الخيارات والقرارات .
فالمنافسة محدودة في التعليم المنزلي ،

ولا يحتاج الطفل إلى إثبات قدرته فيما يتعلق بالآخرين ثقته بنفسه لا تزال سليمة.

ومن الممكن أيضا تداخل المهام الصعبة مع الأنشطة الممتعة ، فإن ساعة صعبة مع  مادة الجبر والرياضيات، يمكن أن تتبعها رحلة إلى أقرب متحف.

يسمح التعليم المنزلي للآباء بالسيطرة على أخلاق الأبناء :

 و التعلم الديني للطفل، الآباء لديهم المرونة في دمج معتقداتهم وأيديولوجياتهم في مناهج الطفل.
لا يوجد ارتباك في عقل الطفل إما لأنه موجود لا يوجد فرق بين ما يتم تدريسه وما يتم ممارسته.
أخيرًا ، يشعر المزيد والمزيد من الآباء بخيبة أمل من نظام المدارس العامة، كما أن الانضباط والأخلاق تجعل النظام المدرسي أقل ترحيبًا. فبعض الآباء أنفسهم لديهم ذكريات غير سعيدة من تجربة مدرستهم العامة الخاصة التي تحفزهم على الاختيار

وأخيرا التعليم المنزلي هو أفضل طريقة لتعليم الطفل إذا كان لديك الوقت ، والقدرة والاهتمام لمتابعة تعليمه ، بعدما الكل لا أحد يستطيع أن يفهم أو يقدر طفلك أكثر من نفسك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى